-A +A
إياد عبدالحي
«ليست» مشروباً «إلا أن بها الكثير من الفقاقيع»..

* عبارة كتبها سيناريست في فيلم ألماني تأتي على لسان فقير قدّم مشروباً لحبيبته!


* عبارة بالإمكان إسقاطها على أي مُنتج «بابغلي» يكون بديلاً لمنتج أصيل تسبب غلاء سعره باستبداله بـ«أبو رَخَص» مع محاولة إبراز وجه شبه بينهما، وإن كان شاحباً، لتقبله ولو على مضض!

* قلة من يرفضون هذا المبدأ، فموجة «التقليد» أغرقت الأسواق، وحديثي ليس عن السلع المادية فحسب، بل عن ما هو أثمن حين أصفه بالسلعة الفكرية!

* «هانز فان» أحد أشهر مزوري اللوحات الفنية عبر التاريخ، سأله صحافي بعد اعتقاله عن سبب عدم استغلال موهبته لرسم لوحات له لا لغيره؟

* أطرق لوهلة ثم قال: «من غير الممكن أن يتحوّل الظل إلى جسد»!

* في زمن أضحت فيه ساعات الرولكس «المقلدة» حول معصم الغني «أصيلة»! والأصيلة حول معصم غيره متهمة بالتقليد شاعت ثقافة «ليست شمبانيا» وطغت على السطح الفقاقيع!

* بل إن الأمر تجاوز التقليد وتخطى المغشوش ووصل إلى حيث أن غير الصالح للاستهلاك الآدمي هو المطلب والمقصود!

* الممثل المصري «محمود عبدالعزيز» حين تقمص شخصية «المزجنجي» -بالجيم المصرية- أطلق أحد أشهر الإفيهات عن ما أتحدث عنه أثناء حواره مع «نَنّس» بائع كلمات الأغاني الذي لم يفهم مبتغاه، فقال له «المزجنجي»: أنا عايز كلمات خفيفة، كلمات رشيقة، كلمات تافهة.. عاوزين ناكل عيش.. «إديني في الهايف وأنا أحبك يا نَنّس»!

* نعم.. إننا في زمن «إديني في الهايف» يا سادة! فالهايف الآن هو الترند والمانشيت والأكثر مشاهدة واللايك والسبسكرايب وتفعيل جرس التنبيهات وارفع الشاشة لفوق، فهناك الكثير والكثير من الرخيص المغشوش في انتظارك يا.. ننّس!